"تناول أبرز القضايا الحقوقية والإنسانية".. صدور العدد الـ(87) من النسخة الرقمية لـ"جسور بوست"
"تناول أبرز القضايا الحقوقية والإنسانية".. صدور العدد الـ(87) من النسخة الرقمية لـ"جسور بوست"
صدر العدد الـ(87) من النسخة الرقمية لصحيفة "جسور بوست"، المتخصصة في القضايا الحقوقية والإنسانية، الخميس، حيث تناول أبرز الأحداث التي شهدها الأسبوع الماضي في مناطق النزاع وأزمات حقوق الإنسان في العالم، إلى جانب تحليلات حول مسارات الأزمات والحلول الممكنة لها، وجاءت أبرز الموضوعات كالآتي:
انهيار صحي في اليمن
استهل العدد الجديد موضوعاته بتقرير حول كيف دمرت الحرب الدائرة في اليمن النظام الصحي بشكل غير مسبوق، مع تسجيل أكثر من خمسة آلاف انتهاك طالت المستشفيات والعاملين في القطاع الطبي بين عامي 2017 و2024، وأشار التقرير إلى أن عشرات الكوادر قُتلوا أو اعتُقلوا، وأن مئات المنشآت الصحية أغلقت أو دُمّرت جزئياً وكلياً، وتسببت هذه الانتهاكات، التي شملت تحويل مستشفيات إلى ثكنات عسكرية ونهب الإمدادات الطبية، في شلل شبه تام للخدمات الصحية الأساسية، وتؤكد منظمات الأمم المتحدة أن ملايين اليمنيين باتوا بلا رعاية طبية، في ظل إفلات واسع من العقاب، رغم المطالبات الدولية بتحقيقات مستقلة وحماية عاجلة للقطاع الصحي.
خفض المساعدات يهدد الملايين
وفي تقرير آخر سلّط العدد الضوء على تحذير منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) شديد اللهجة من الانخفاض الحاد في التمويل الإنساني العالمي، الذي يُتوقع أن يتراجع بأكثر من 20% هذا العام، ما يهدد حياة ومستقبل ملايين الأطفال حول العالم، وقالت المديرة التنفيذية للمنظمة كاثرين راسل إن "كل دولار مفقود يعني فرصة ضائعة لإنقاذ طفل"، محذّرة من أن التقليص في التمويل سيؤدي إلى ارتفاع معدلات سوء التغذية، وتراجع برامج التطعيم والتعليم والمياه في عشرات الدول.
وتأتي الأزمة وسط تزايد الإنفاق العسكري في مقابل تراجع الدعم الإنساني، حيث أظهرت بيانات الأمم المتحدة أن عام 2023 كان الأسوأ تمويلاً في تاريخ العمل الإنساني.
منظمات الإغاثة اعتبرت ما يجري "أزمة تضامن عالمية" تهدد حقوق الأطفال الأساسية في الحياة والغذاء والتعليم، بينما دعت اليونيسف والدول المانحة إلى التزام تعهداتها الدولية وعدم ترك الأزمات الإنسانية رهينة للسياسات الداخلية.
الفنزويلية ماريا كورينا ماتشادو
في باب "شخصية العدد" تناول العدد الجديد تتويج مسيرة المعارضة الفنزويلية ماريا كورينا ماتشادو، التي أصبحت رمزًا للنضال السلمي من أجل الديمقراطية وحقوق الإنسان في أمريكا اللاتينية، بجائزة نوبل للسلام لعام 2025، منوهاً بأنه على مدى أكثر من عقدين، واجهت ماتشادو التهديدات والاعتقالات والإقصاء السياسي دون أن تغادر بلادها أو تتراجع عن دعوتها لانتخابات حرة، لافتاً إلى أنها ولدت في كاراكاس عام 1967 وأسست منظمة لمراقبة الانتخابات قبل أن تُنتخب نائبة وتتحول إلى صوت قوي ضد الفساد والاستبداد، وقد أشادت لجنة نوبل بشجاعتها وتمسكها بالمقاومة المدنية، معتبرة أن نضالها يجسد الأمل في التغيير السلمي والكرامة الإنسانية.
قانون الإعدام الموسّع
كما تطرق العدد الجديد إلى ما أقرته إيران من قانون جديد يشدد عقوبات التجسس والتعاون مع ما تسميه "الدول المعادية"، موسعًا نطاق الإعدام ليشمل أنشطة إعلامية واقتصادية وحتى رقمية، حيث يمنح القانون السلطات صلاحيات استثنائية لمحاكمة المتهمين في محاكم الثورة، مع تقليص فرص الدفاع والاستئناف، فيما يرى خبراء أن نصوصه الفضفاضة تجعل من أي تواصل خارجي تهمة محتملة، ما يحوّل الإنترنت والعمل الصحفي إلى مجالات محفوفة بالخطر، وقد أدانت منظمات دولية، منها العفو الدولية وهيومن رايتس ووتش، هذا التشريع بوصفه أداة لتقنين القمع وتكميم الأصوات المستقلة في إيران.
رقائق القمع
في تقرير آخر تناول ما كشف عنه تحقيق في مجلس النواب الأمريكي من أن شركات أمريكية ويابانية وهولندية زوّدت الصين بمعدات لتصنيع أشباه الموصلات بلغت قيمتها 38 مليار دولار عام 2024، مما عزز قدرات بكين التكنولوجية والعسكرية، وأظهر التقرير أن جزءًا كبيرًا من هذه المبيعات ذهب لمؤسسات تابعة للدولة الصينية متهمة باستخدام التقنيات في مراقبة الإيغور وتوسيع منظومة الرقابة الداخلية، واعتبرت منظمات حقوقية أن الشركات الموردة تتحمل مسؤولية أخلاقية عن انتهاكات حقوق الإنسان الناتجة عن هذه التقنيات، مطالبة بتوحيد ضوابط التصدير وتشديد المساءلة، منوهاً بأن هذا التحقيق يعيد الجدل حول التوازن بين المكاسب الاقتصادية ومقتضيات الأمن والالتزام الإنساني.
كراهية متصاعدة
وفي إحدى القضايا الحقوقية المهمة أبرز العدد الجديد ما تعيشه بريطانيا من موجة مقلقة من جرائم الكراهية الدينية، إذ سجلت منظمة "تيل ماما" تعرض 22 مسجدًا لهجمات خلال ثلاثة أشهر، في تصاعد هو الأكبر منذ أكثر من عقد، ولم تعد الاعتداءات تقتصر على الإساءات اللفظية بل شملت التخريب والتهديد والعنف الجسدي، خصوصًا ضد النساء المسلمات، وتزامن ذلك مع مخاوف من تفاقم التطرف المتبادل بعد حوادث استهداف معابد يهودية.
المنظمات الحقوقية دعت الحكومة إلى استراتيجية شاملة لمعالجة جذور الكراهية عبر التعليم والإعلام، مؤكدة أن حماية التعددية باتت ضرورة وطنية قبل أن تتآكل قيم التعايش التي تميز المجتمع البريطاني.
مجزرة الفاشر
حول تطورات الأزمة السودانية عرض تقرير ما تعيشه مدينة الفاشر في شمال دارفور من كارثة إنسانية متفاقمة بعدما أكدت اليونيسف مقتل سبعة عشر طفلًا، بينهم رضيع حديث الولادة، في هجوم استهدف مركزًا للنازحين، وقد وصفت المنظمة الأممية الحادث بأنه انتهاك صارخ للقانون الإنساني الدولي، ودعت إلى حماية المدنيين ووقف استهداف الأطفال، فيما تأتي المأساة وسط حصار خانق تفرضه قوات الدعم السريع منذ أكثر من خمسمئة يوم، أدى إلى مجاعة متصاعدة وانهيار الخدمات الطبية، وتخشى الأمم المتحدة أن يؤدي استمرار القتال والحصار إلى ارتفاع حاد في الوفيات بين الأطفال إذا لم تُفتح ممرات إنسانية عاجلة وتُرفع القيود المفروضة على الإمدادات.
الإغلاق الحكومي بالولايات المتحدة
حول الأزمة الحالية بين الجمهوريين والديموقراطيين في الولايات المتحدة أشار العدد إلى تعمّق الإغلاق الحكومي في الولايات المتحدة ليغدو من أشد الأزمات قسوة في تاريخها الحديث، بعدما فشل الكونغرس مجددًا في تمرير خطة إنفاق مؤقتة، مما أجبر مئات الآلاف من الموظفين الفيدراليين على إجازات قسرية بلا أجر وشلّ قطاعات حيوية واسعة، الأزمة التي تفاقمت بفعل سياسة الرئيس دونالد ترامب القائمة على "خفض القوة العاملة الفيدرالية"، أفرزت وجوهًا إنسانية مأساوية؛ موظفون مخضرمون فقدوا وظائفهم أو دخلهم، وآخرون يصفون أيامهم بأنها "اختبار للبقاء".
ففي واشنطن، تحولت مشاهد الطوابير أمام بنوك الطعام وسائقي "أوبر" الجدد من الدبلوماسيين السابقين إلى رموز لأزمة تمسّ كرامة الخدمة العامة الأمريكية، ويرى محللون أن الإغلاق تجاوز خلافًا سياسياً ليصبح صراعًا بين الإدارة وموظفيها، يقوّض الثقة في مؤسسات الدولة ويعمّق الفجوة بين السلطة والمجتمع في عهد ترامب الثاني.
يمكن لقراء "جسور بوست" مطالعة العديد من القضايا الحقوقية والإنسانية عبر هذا الرابط